أرشيف

رئيس لجنة الوساطة بتعز:ما حدث في النهدين هو درس للجميع بان اليمنيين عندما يقررون استخدام السلاح يذهبون أكثر من غيرهم للحسم السريع

رغم أنه قال مع التغيير وأنه كان من أوائل من طالب به في كتابه الذي كان سينشر مطلع عام 2007 ونشر مطلع 2009 بعنوان “تطلعات حالمة في وطن ملتهب” إلا أنه يؤكد أن الرئيس علي عبدالله صالح سيعود إلى البلاد، وأنه نظامه لا يزال قائماً ومؤسساته العسكرية قائمة، وأنه سيعود حتماً لاسيما وأنه ما يزال يتمتع بتأييد المؤسسة العسكرية”حسب قوله”.

وبشأن هذه العودة وما إذا كانت ستكون بنفس القوة السابقة له ولنظامه أم لا، قال الشيخ محمد عبدالله بن نايف الذي يقود المصالحة بين القبائل المسلحة بمحافظة تعز والسلطة هناك، قال إن صحة صالح هي من ستتحكم في عودته بنفس القوة السابقة أم لا، مؤكداً أنه لا يتفق مع منطق الإساءة الذي يقوم به بعض الشباب في الساحات ضد الرئيس علي عبدالله صالح واصفا إياها بالألفاظ والأوصاف الخارجة عن آدابنا وقيمنا وأخلاقنا الرفيعة، وقال يجب أن يكون تعاملنا بشكل راقي حتى إذا اختلفنا.. مسلما بأن هناك سلبيات عند كل شخص وهناك إيجابيات، ولا توجد ملائكة تحكم في الأرض، ولو كان هناك شخص آخر مكان علي عبدالله صالح ربما لكانت سلبياته أكثر”حد تعبيره”.


وناقش الشيخ ابن نايف في هذا الحوار الخاص بإيلاف ملابسات ما جرى في ساحة الحرية بتعز أواخر مايو والوضع الذي ترتب عليه بالمحافظة، إضافة إلى العديد من المواضيع التي تطرق إليها الحوار:


حاوره/ سلطان مغلس


 بداية شيخ محمد: كيف تقرأ ما يحصل حالياً في تعز؟


أولا أرحب بك وبصحيفة إيلاف الغراء، وحقيقة ما يدور حالياً في تعز هو نتاج لما حصل بتاريخ 29 مايو 2011 من اقتحام وحرق لساحة الحرية، الأمور كانت تسير بشكلها الطبيعي إلى ان تم هذا الاقتحام، الأمر الذي أدى الى وضع امني غير طبيعي وردود أفعال لم تكن منضبطة مما أوجد تشوهات كثيرة في تعز وفي سمعتها.


•·
تترأس حالياً لجنة الوساطة التي تضم عدداً من مشائخ واعيان المحافظة للتوصل إلى تهدئة بين القبائل المسلحة وبين السلطة الى ان وصلتم؟


نحن الآن بصدد إيجاد معالجات مرضية، وقد تواصلنا مع اللجنة المكلفة من نائب الرئيس والممثلة باللواء القاسمي والعميد عبدالقادر علي هلال واتفقنا على ان نبدأ خلال اليومين القادمين تنفيذ ثلاث نقاط أولية، وهي تثبيت وقف إطلاق النار وعودة القوات المسلحة الى معسكراتها والى ثكناتها وعودة المواطنين المسلحين المتمترسين في المدينة الى منازلهم، فالأمن سيحل محل قوات الجيش وستنسحب تلك القوات.


•·  (مقاطعاً) هل هناك قوة أمنية كافية لتحل محل الجيش؟


اعتقد بأنه سيتم استدعاء مئات من الجنود من صنعاء ليحموا المنشأت والمرافق الحكومية بتعز التي ستسلم للسلطة لعدم وجود أعداد كافية من أفراد الأمن بتعز للتغطية الأمنية، ونتمنى ان يكون الأمن متوفر للجميع.


•·
هل يقتصر دوركم على سحب الجيش وإعادة المرافق الحكومية؟


لا لا.. هناك جدول لبقية الأمور التي حدثت لمعالجة أشياء كثيرة، ونحن على تفاهم كبير مع اللجنة ومع الأخ المحافظ ونعمل كفريق واحد لاحتواء ما يجري في تعز كي تعود المحافظة الى وضعها السابق والطبيعي ونأمل ان لا تعترضنا أيه إعاقات.


•·
هل اعترضتم أية عوائق كبرى إلى الآن؟


عوائق كبرى إلى الآن لم تظهر لنا، وبحمد الله استطعنا التغلب على العوائق التي ظهرت سابقاً، وبإذن الله الاثنين القادم (أجرى الحوار السبت الماضي)  هو الموعد الأخير لتنفيذ ما قد تم الاتفاق عليه في محاضر الاجتماعات، ونحن نسعى لإعادة الاستقرار لمحافظتنا ولليمن عموماً ولكن ننطلق من تعز الحالمة، كونها لم تكن متعودة من قبل على هذا الوضع الاستثنائي الذي فرض عليها فرضا، ونتمنى ان تستقر الأوضاع قبل ان تواجهنا مضاعفات القضية السياسية والإثارة اليومية التي تحدث  هنا او هناك، ونخاف ان تدخل هذه المدينة في نفق مظلم لا تستطيع الخروج منه، ولهذا نعمل حالياً باستعجال لإيجاد الحل الأمن، ونطالب من كل أصحاب الكلمة وكل من يحب تعز ان يعينونا على المخرج السريع قبل قوات الأوان.


•·
 
قلت بان ما حصل لتعز (أمر فرض عليه) من قبل من؟


كما ذكرت سابقاً، اقتحام الساحة التي كانت تحتضن الشعراء والرسامين والأدباء والمبدعين والكتاب، وكانت فيها من كل فئات الشعب، بعد هذا الاقتحام فرض على تعز ان تعيش وضعاً استثنائياً بفعل ذلك الاقتحام ومن دبره ونفذه.


لماذا تعز


لماذا استهدفت تعز دون غيرها من المحافظات؟


إجابة كافية له هو لماذا تعز دون غيرها استهدفت من بين المحافظات؟ وأعود لأقول بان المهم أننا اتفقنا على ان تعود الساحة وعلى ان تعود المسيرات السلمية واضمن ان الجرح الذي قد حصل في تعز كاف للجميع لنا كمواطنين وايضاً للسلطة ويجب ان لا يتكرر.


•·  في ظل معطيات الواقع والتجربة، هل تتوقع ان هذه التهدئة التي قلت بأنها ستنفذ خلال اليومين القادمين ستدوم طويلاً وسيكتب لها النجاح؟


يجب ان يقدم الكل تنازلات ويجب ان يجعلوا مصلحة اليمن فوق كل المصالح. يجب ان يعود الوضع الى مساره الطبيعي، ويجب علينا ان نحل مشاكلنا بمعزل عن الواقع المعاش، عندما تسمع في المساء طلقات الرشاشات وأصوات القذائف التي تدمر أحياء تعز ومبانيها التي تقع على ساكنيها، هذا امر لم تكن تتوقع ان يحدث في مدينة كتعز مطلقاً فأبناء تعز أبناء كلمة وليس أبناء سلاح، حيث وأكثر الأقلام المتميزة من هذه المحافظة فهي عقل اليمن وهي عاصمة للثقافة والسلام وليست عاصمة للحرب والدمار.


•·
 
يقال بأن تعز تتعرض لضربات موجعة من بعض أبناءها، الا يعد هذا عقوقاً؟


أريد ان أقول بأن هناك أناسا خارجين عن الجانب السياسي، وهناك طرف ثالث هم (النهابين والمرتزقة وأصحاب السواق) والتي لم تعمل القنوات القضائية على ضبطهم وهم معروفين للجميع من قبل المشترك والمؤتمر، وهؤلاء وجدوا بيئتهم  التي يحلمون بها ولا يستطيعون العيش ألا فيها، وهم يقومون بإذكاء الفتنة بين الحين والأخ، وهم عاملين إزعاج حتى في مسألة وقف إطلاق النار يقومون بإطلاق النار في المساء.


•·
(مقاطعاً) هل معنى هذا أن الأطراف الرئيسية توقفت؟


نعم.. الأطراف المعنية التزمت، وذلك الطرف له مصلحة أخرى في بقاء المشاكل وفي إثارة الفتن وإقلاق وتهديد السكينة العامة، وبإذن الله ستتغلب عليه في القريب العاجل.


•·
 
اتفاق التهدئة السابق الذي رعاه الحج عبدالجبار هائل سعيد وتم التوقيع عليه، أين مصيره؟


نحن نسير في ذلك الاتفاق وفقط علمنا جدول لتنفيذه.


•·
قيل ان أبناء تعز اشترطوا رحيل قيران والعوبلي من تعز؟ هل ينفذ هذا الشرط؟


انا كمستقل اعمل على حلحلة مشاكل الجانب الأمني المعاش وان أسهم في إعادة الأمن كما كان، وبالنسبة لمشترك العمل السياسي هذا شأنهم، وهم لديهم مطالب كثيرة، نحن اتفقنا على أولويات ملحة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من اي جانب او من المتربصين وقلنا ان الانسحاب المتزامن للقوات المسلحة والمسلحين هذا يعد أولا ومن الطبيعي بان الثاني يأتي بعد الأول.


المخرج من الفتنة



•·
 
كيف تقرأ حال اليمن اليوم والى اين يتجه؟


الشارع كان يتحدث على ان الأمور في البلد توصلت الى 4 نقاط وأنها ربما ستستمر عليها وهي (لا ثورة ولا دولة ولا وحدة ولا انفصال) وذلك نتيجة الصراع القائم، كيف سيحل هذا الأمر؟


اعتقد بأنه سيحتل بقرار شجاع من الرئيس علي عبدالله صالح يخدم به نفسه ووطنه.


•·
 
ما طبيعة هذا القرار؟


ما كان أعلنه في ميدان 22 مايو في يوم المؤتمر الوطني والمتمثل بالخمس النقاط وارى بانه لو كان الجميع التقطوها وعملوا جدولاً زمنياً لتنفيذها لكانت الأمور أفضل حالاً من الآن.


•·
 
لكن الطرف الأخر رفضها بشدة في حينه؟


صحيح، رفضها في حينه، عندما كانت الثورة في أوجها، واضن شخصيا ان تلك المبادرة هي قمة ما بلغه الرئيس من وضع سياسي وما شعر به في ذروة الثورة ولو كان هناك ثقة متبادلة بين الأطراف والتقوا وحددوا جدولاً زمني كما ذكر الرئيس الى مطلع 2012 وسعوا للحصول على ضمانات خليجية وأوربية وأمريكية اعتقد بان المشكلة كانت ستنتهي.


•·
 
قلت بان الطرف الآخر رفضها عندما كانت الثورة في أوجها، هل معنى ذلك بان الثورات بدأـ عدها التنازلي؟


اعتقد بالنسبة لليمن بأنها مرحلة وانتهت ونحن بحاجة الى وقفة جدية، واعتقد بان المرحلة هي مرحلة العمل السياسي ولا يمكن لأي متنازعين في العالم إلا ان يصلوا في النهاية إلى الحوار، أما لغة الرصاص والقوة فهي لا تؤدي إلى الحل بتاتاً.


النهدين وعلي صالح


•·
 
كيف حللت حادثة النهدين ومحاولة اغتيال كبار الدولة؟


ما حدث هو درس للجميع بان اليمنيين عندما يقررون استخدام السلام يذهبون أكثر من غيرهم للحسم السريع.


•·
شخصياً تربطك علاقة وطيدة بالرئيس صالح، ما طبيعة تلك العلاقة؟


عرفت الرئيس منذ عمله في تعز مطلع السبعينات وعرفته عن قرب، وكانت الجبهة الوطنية التي كانت في منطقتنا في شرعب، وكذا في آمس الحاجة لمسئولين يتفهمون الوضع، لان من كانوا قبله كنا نذهب إليهم ونقول لهم هناك عمل سياسي بالجبهة الوطنية وكانوا يردون علينا بان ذلك هو صراع بين الرعوي والشيخ وهذا الرد الحكومي ما قبل علي عبدالله صالح في تعز كان اما لضعف المسئولية او لأنهم كانوا مخترقين.


•·
بمعنى كان الرجل المناسب؟


كان في زمانه وفي مكانه أكثر من الرجل المناسب.


•·
 
وما زال من وجهة نظرك إلى الآن؟


الحقيقة علي عبدالله صالح لديه منجزات عدة وعلى رأسها الوحدة، وسبق ان قلنا له ان لم يكن لك إلا منجز الوحدة فسيظل احترامك في قلب كل مواطن يمني وعربي، لكن القضية هي في الحكم وشركاءه، بعد حرب 1994 وما تلاها تدهور علاقته مع شركاءه حتى وصل الأمر إلى ما وصلنا إليه الآن، نحن لم نكن مع تغيير علي عبدالله صالح ولكن وصلنا إلى مرحلة الكل تقريباً سالم بأن تغيير الأوضاع مسألة ضرورية لحياة الناس، ففي الجانب الاقتصادي الكل تكلم عن فشل الحكومات المتعاقبة وكذلك في الجانب الإداري، وكان الجانب السياسي هو استجابة لما هو هناك من شكوى في الأداء الحكومي بشكل عام الذي لم يستجب لمتطلبات المواطن، ولذلك تراكمت هذه الأشياء وأدت إلى أن يفصح الجانب السياسي عن متطلبات التغيير ثم توسعت وجاءت الموجة العربية وكانت معبرة عن المنطقة العربية كلها بان هناك خللا وهذا ما كان ينصح في معالجته إلا ان الجمود في الأنظمة العربية عموماً لم تساعد على معالجة ذلك الخلل.


•·
هناك من ينعت الرئيس بأسوأ النعوت لاسيما شباب الثورة والمعارضة بشكل عام، هل ترى بأنهم محقين في ذلك؟


انا لا اتفق مع منطق الإساءة حتى ولو على الإمام احمد فما بالك بعلي عبدالله صالح، ولا اتفق مع الألفاظ والأوصاف الخارجة عن آدابنا وقيمنا وأخلاقنا الرفيعة، يجب ان يكون تعاملنا بشكل راق حتى إذا اختلفنا، وبالتأكيد هناك سلبيات عند كل شخص وهناك ايجابيات، ولا توجد ملائكة تحكم في الأرض، ولو كان هناك شخص آخر مكان علي عبدالله صالح  ربما لكانت سلبياته أكثر.


•· هل تتوقع عودته قريباً إلى اليمن.


لا شك انه سيعود.


•·
وبنفس القوة السابقة؟


لا زال نظامه قائم ومؤسساته العسكرية قائمة وهو سيعود لاسيما وانه ما يزال يتمتع بتأييد المؤسسة العسكرية، لكن صحته هي من ستتحكم في انه سيعود بنفس القوة السابقة أم لا.


•· هل تتوقع البديل القادم سيكون أفضل منه؟


لا أريد أن أكون متشائما ولكن الثورات والمشاكل تحدث زلازل ولابد من ترميمها بشكل جيد، وهناك تحديثات كبيرة وغير عادية ناتجة عن تراكمات كبيرة بدء من عدم تطبيق القانون والدستور وانتهاء بكل التفاصيل وهناك فوضى في أشكال كثيرة تتطلب حكما وتتطلب إرادة قوية وتعاون إقليمي ودولي، وإذا حدث هذا التعاون فأضن بان الأمور إلى الأحسن.


•·  بما تنصح مختلف الأطراف في البلد؟


بان يعجلوا بالحل قبل فوات الأوان عن طريق حوار صادق وجاد للوصول إلى حسم لمسألة الحكم، فالقوة كما ذكرت سابقا لا يمكن لها ان تؤدي الى حل.


الناس حالياً تعاني كثيراً، المجاعة منتشرة وبشكل خطير ومئات الآلاف من الناس فقدوا أعمالهم بسبب الركود الحالي وتوقف الحركة وهم الآن أصبحوا بأمس الحاجة إلى لقمة العيش.


•·  هناك غموض سائد من انضمامك للثورة، من عدمها؟ ما حقيقة ذلك؟


أنا مع التغيير وقلت هذا في كتابي الذي كان سينشر في مطلع عام 2007 ونشر في مطلع 2009 بعنوان (تطلعات حالمة في وطن ملتهب) وإذا تصفحت بعضاً منه فستجدني أطالب بالتغيير نحو الأفضل لان هناك تداعيات كان يجب ان تواكب متطلبات الشباب.


•·
 
بمعنى انك تؤيد كل ما يطالب به الثوار؟


نعم، أطالب بان تكون لدينا دولة ترعانا وترعى أولادنا وأحفادنا توفر الخدمات بشكل متميز وتوصلنا إلى بر الأمان.


رسائل قصيرة


•·
إلى المؤتمر الشعبي العام؟


فيه خيرة من رجالات اليمن ونتمنى عليهم ان يمهدوا الطريق للخروج من الوضع السياسي بما يخدم بقاءهم ومشاركتهم في هذا الوطن، فنحن جميعاً شركاء في هذا الوطن ويجب ألا يفكر احد في إقصاء الآخر فثقافة الإقصاء نبته مريضة ويجب ان ينبذها الجميع.


•·
إلى اللقاء المشترك؟


ألا يضل جامداً وعليه ان يتحرك بسرعة قصوى للخروج من هذا الجمود، لأننا جمهور ممكن يتغير من يوم لآخر.


•·
لنجل الرئيس (العميد احمد)؟


عليك ان تدفع بالحوار السياسي إلى الأمام وان تكون مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل الاعتبارات.


•·
لمدير امن تعز العميد عبدالله قيران؟


أتيت في ظرف لم تتمكن من لقاء احد وأنت محاصر باناس معدودة في تعز وهؤلاء الأشخاص ربما يطرحون لك جانباً واحداً من القضايا، ولذا يجب عليك الاستماع إلى الجميع، ويجب أن يتم بناء حوار مع المؤسسة العسكرية والأمنية وعلى أساس أننا أبناء وطن واحد وتعز هي قلب اليمن النابض بكل محافظاته وأبنائه، لا فرق بين تعزي وصنعاني او بيضاني او حضرمي.


•·
للقبائل المسلحة المنتشرة في المدينة؟


كنا قد تغلبنا على قضية الماضي وانتقلنا بتعليمنا وتفكيرنا إلى شيء من المدنية، وكنا نتمنى ان تعزز هذه من قبل النظام، لكن الحقيقة حصل تراجع للخلف وهناك محاولات الى العودة للاحتكام بالأعراف.


نقلا عن صحيفة إيلاف

زر الذهاب إلى الأعلى